بدائل السكر.. الفوائد والأضرار

إذا كنت ممن يحاولون التقليل من السعرات الحرارية في ما تتناوله من طعام أو شراب، أو ممن يعانون السكري، فالسكر الاصطناعي أو بدائل السكر هي الحل الذي يضمن لك المزيد من حرية الحركة والاختيار في الأكل والشرب، فهذه المواد المضافة للأغذية تعطي تأثير السكر نفسه على حاسة التذوق.

في أيامنا هذه باتت بدائل السكر تدخل في صناعة مئات الأصناف الغذائية المخصصة للحمية والريجيم، أو تلك التي تحمل عبارة «خالٍ من السكر»، بما في ذلك الوجبات المصنعة والمعلبات والمثلجات والمخبوزات والمعجنات والمشروبات الغازية، والعلكة والحلويات وعصائر الفواكه والحليب والألبان والآيس كريم والمربى، وغير ذلك المئات من الأصناف التي تملأ الأسواق، ففي الأسواق الأميركية وحدها تم إحصاء 3920 منتجاً مرخصاً تدخل بدائل السكر في تركيبها.

تُرى هل سألت نفسك عن طبيعة بدائل السكر وما تأثيرها على الأصناف التي تدخل في تركيبها.. ما فوائدها وما أضرارها من الناحية الصحية؟

يتسم موضوع بدائل السكر بالغموض بالنسبة للكثيرين لأن للتسمية معاني مختلفة، فبعض الشركات المنتجة لهذه البدائل تعتبرها بدائل طبيعية على الرغم من أنها مصنعة كما هو الحال مع «ستيفيا»، وبعض هذه البدائل مستخرجة من مواد موجودة في الطبيعة مثل «سكرالوز» الموجود في السكر نفسه.

وبغض النظر عن مصادر بدائل السكر التي هي في الغالب أكثر جذباً وأكثر حلاوة من السكر العادي بعشرات وربما مئات المرات، فهي حتماً ليست العصا السحرية التي تضمن خفض الوزن أو تخفف من حدة السكري، فما السبب؟

صديقة الأسنان

لعل أهم فائدة لبدائل السكر هي أنها لا تساهم في تسوس الأسنان، بل ان البعض يعتبرها صديقة للأسنان لأنها لا تتخمر بفعل البكتيريا أو الأحياء الدقيقة الموجودة على الأسنان.

تشير أبحاث طبية إلى أن بعض بدائل السكر تعمل على منع البكتيريا من الالتصاق بالأسنان، وهذا يعني أنها تمنع تكوّن «البلاك» الذي يؤدي إلى تسوس الأسنان.

ومن المعروف طبياً أن بقايا النشويات والسكريات المستهلكة تلتصق عادة بميناء الأسنان، وبالتالي يصبح في مقدور البكتيريا أن تتغذى على هذه الفضلات فتتكاثر بسرعة وتحول السكر والنشاء إلى مخلفات حمضية تعمل على اضمحلال بنية السن، في حين أن بدائل السكر لا تتخمر عن طريق هذه البكتيريا مما يعني في النهاية عدم تكوّن البلاك.

خفض الوزن

بما أن بدائل السكر خالية من السعرات الحرارية أو قليلة السعرات فهذا يجعلها مقصد الراغبين في خفض أوزانهم.
فالغرام الواحد من سكر المائدة، أي السكر العادي، يحتوي على أربعة سعرات حرارية، مما يعني أن ملعقة صغيرة من السكر تحتوي ستة عشر سعراً حرارياً على أساس أنها تتسع لأربعة غرامات، وهنا يظهر الفرق الكبير بين السكر العادي وبدائله.
مثال آخر: تحتوي علبة المشروبات الغازية مقدار ثماني ملاعق صغيرة من السكر مما يعني احتواءها 128 سعراً حرارياً، أي أن شرب محتويات علبة واحدة من المشروبات الغازية سيدمر كل الخطط الموضوعة لخفض الوزن، وبالتالي فالبديل الوحيد هو في اختيار المشروب الخالي من السكر، أو الاستغناء نهائياً عن المشروبات الغازية.
الجديد في الموضوع هو أن بعض الباحثين خرجوا أخيراً برأي مفاده أن المشروبات الخالية من السكر من الممكن أن تعمل هي الأخرى على زيادة الوزن لا خفضه، لكن المسألة لا تزال في مراحلها الأولى وتخضع لمزيد من البحث والتدقيق.

مرضى السكري

بالنسبة لمرضى السكري، من الطبيعي القول إن بدائل السكر هي البديل الأفضل أمامهم، لأنها لا ترفع معدلات السكر في الدم بسبب خلوها من الكربوهيدرات أو قلة ما فيها من الكربوهيدرات، لكن وهذه نقطة تستحق الوقوف أمامها يستحسن عدم الإسراف في تناول بدائل السكر إذا كنت مريضاً بالسكري.

السكرين والسرطان

منذ عشرات السنين وبدائل السكر تحت مجاهر المختبرات في الشرق والغرب، بعد أن جاهر الكثيرون من أعدائها بأنها تسبب الكثير من المشكلات الصحية بما فيها السرطان.
تعود الأسباب إلى دراسات من سبعينات القرن الماضي ربطت بين السكرين وسرطان الكبد في فئران المختبرات، ومن أجل هذا صدرت قوانين تجبر منتجي السكرين على طباعة تحذير على العبوات مفاده أن السكرين يمكن أن يسبب مشاكل صحية خطرة.
وطبقاً لمعلومات نشرها المعهد الوطني لأبحاث السرطان في الولايات المتحدة في وقت لاحق، وأيدته العديد من الوكالات الطبية والمعاهد الصحية، لا يوجد أي دليل على علاقة بين السرطان أو أي مشاكل صحية خطرة وبدائل السكر المرخصة والمعترف بها في البلاد.
وفي مرحلة تالية، اكدت عشرات بل مئات الدراسات أن غالبية بدائل السكر آمنة ولا خطر منها حتى على المرأة الحامل لكن يستحسن عدم الإسراف أو الإفراط في تناولها.
بعد كل هذه الدراسات تم إلغاء القوانين التي كانت تفرض على المنتجين طباعة التحذير من مخاطر السكرين.

إيجابيات بدائل السكر

مع وجود العشرات من بدائل السكر، بات من الضروري للمهتمين أن يعرفوا ما يناسبهم منها، خاصة أن الأبحاث العلمية تؤكد أن لغالبية أنواع المُحَليّات الاصطناعية الموجودة في الأسواق فوائد وأضراراً، مما يزيد صعوبة الاختيار بينها.

وفيما يلي قائمة مختصرة بإيجابيات هذه البدائل:

- لا تؤثر على معدلات سكر الدم.

- أطيب مذاقاً وأحلى من السكر العادي.

- تساعد على خفض الوزن.

- لا تغيرات ضارة في مذاقها إذا تم تسخينها.

- القليل جداً منها يكفي للتحلية.

- معظم بدائل السكر لا تسبب أي ضرر للحامل.

- معظم بدائل السكر لا تسبب السرطان.

- الجمع بين بعض أنواع البدائل ينتج مذاقاً خاصاً ولذيذاً.

- بعض بدائل السكر، مثل ستيفيا، عرفها واستخدمها سكان أميركا الأصليون، وأثبتت فوائدها الكثيرة، ولم تنتج عنها أي أضرار.
- تتيح الفرصة لمرضى السكري وللراغبين في خفض أوزانهم أن يأكلوا ويشربوا أصنافاً كانت من الممنوعات لاحتوائها على السكر.

سلبيات بدائل السكر

الآثار الجانبية الأكثر شهرة لبدائل السكر تشمل قائمة من الآثار الضارة، وبعضها يكفي للتسبب بالموت، ويمكن اختصارها بالسطور التالية:

- عبواتها لا تحمل معلومات كافية عن عدد السعرات الحرارية فيها.

- تعمل على تغيير طبيعة المخبوزات والمعجنات.

- تضيف مذاقاً اصطناعياً للمأكولات والمشروبات.

- تسبب أضراراً لأعضاء الحيوانات التي تجرى عليها التجارب.

- بعض بدائل السكر قد تكون مسببة للسرطان.

- من المحتمل أن تسبب بعض بدائل السكر الضرر للأطفال.

- بعض بدائل السكر تحتوي مادة البينيلا- لانين، التي يصعب على البعض هضمها.

- بعض بدائل السكر لا يمكن استخدامها في عمليات خبز المعجنات.

- بعض الناس يعانون من الحساسية تجاه بعض أنواع بدائل السكر.

- بعض أنواع بدائل السكر تسبب الإسهال.

- بعض بدائل السكر لا تحمل ترخيصاً من الجهات الطبية الرسمية.

- بعض أنواع بدائل السكر تسبب الصداع، وأخرى تسبب الدوخان أو تعكر المزاج، في حين أن البعض يسبب زيادة الوزن.

سلبيات أخرى

فيما يلي بعض الآثار السلبية الأخرى المثبتة في السجلات الطبية لبعض بدائل السكر التي تبين أنها تسبب:

مشاكل في السمع أو البصر، تشنج العضلات، الإعياء، القلق، الاكتئاب، فقدان الذاكرة، الصرع، الغثيان، الأرق، آلام المفاصل.

ومما يزيد الأمر سوءاً أن العشرات من بدائل السكر أنزلت إلى الأسواق في السنوات القليلة الماضية، مما يعني أنه لم تتح الفرصة بعد لمعرفة سلبياتها وإيجابياتها، وقد تكون أضرارها أكثر من فوائدها على المدى البعيد.

الاعتدال ضروري

في المحصلة النهائية لا بد لمن يتناول أياً من الأصناف التي تدخل بدائل السكر في تركيبها، وهي بالآلاف، أن يراعي الاعتدال وعدم الإفراط فيما يأكل أو يشرب لمجرد أن هذا الصنف أو ذاك يحمل عبارة «خال من السكر»، فهذه العبارة لا تعني أن هذا الصنف خال من السعرات الحرارية أيضاً، لأنه قد يكون بين المكونات الأخرى مما هو غني بالسعرات الحرارية.
وكما سبق أن قلنا، فبدائل السكر قد تفيد في خفض الوزن، لكنها لا تمثل العصا السحرية لتحقيق هذا الهدف، كما أنها تفيد مرضى السكري، لكنها في الوقت نفسها قد تزيد الوضع سوءاً إذا لم تتم مراعاة بعض الشروط الضرورية والبسيطة.

لا كحول في سكر الكحول

يتكون سكر الكحول بصورة طبيعية في بعض أصناف الخضروات والفواكه، وهو عبارة عن كربوهيدرات (نشويات)، لكن في الإمكان تصنيع هذا النوع من السكر في المعامل.
وعلى الرغم من التسمية، فهذا النوع من السكر لا يحتوي على كحول، إذ أنه لا يحتوي على الإيثانول الموجود في المشروبات الكحولية.
لا يمكن اعتبار هذا النوع من السكر فائق الحلاوة، لأنه لا يزيد حلاوة على السكر العادي، بل أن بعض أنواعه أقل حلاوة من السكر العادي، كما أنه يحتوي على بعض السعرات الحرارية، لكن بأعداد أقل من السكر العادي وهذا يجعله مطلوباً كبديل للسكر.
في السنوات الأخيرة بات سكر الكحول يدخل في صناعة مئات الأصناف الغذائية، بما فيها الشيكولاتة والحلويات والعلكة ومعاجين الأسنان ومنظفات الفم والمخبوزات، وغير ذلك الكثير.

منقوووووووووووول