«خادمة القوم».. دراما كوميدية هادفة

«خادمة القوم».. دراما كوميدية هادفة


هدى حسين وجاسم النبهان في مسلسل {خادمة القوم}

لم يكن مستغربا على الكاتبة وداد الكواري تقديم عمل اجتماعي بروح كوميديا الموقف من خلال مسلسل «خادمة القوم» الذي برعت فيه الفنانة هدى حسين بأدائها المميز في هذا الإطار والنوع من الأعمال الدرامية التي تحمل مشاهدها بعض الكوميديا على الرغم من قساوة المواقف.

مسلسل «خادمة القوم» يقدم صورة للأسرة التي تعمل الأم على تنظيم كل أمور حياتها ماليا واجتماعيا، إلا أن الرغبات الخاصة والضغوط التي تمارسها الزوجات، أو الرغبة في التغيير تعمل على هز مكانة هذه المملكة التي تتربع هدى حسين على عرشها، وإن كانت في بعض الآراء متسلطة إلا انها ترى ذلك في مصلحة الابناء والأحفاد.

تضحية وغيره
الحقيقة في هذا العمل هو أن هدى حسين زوجة الأب التي تتزوج جاسم النبهان وهي في الصغر بعد وفاة زوجته، وتقوم بتربية أبنائه وهي تمتلك من المال الكثير، فتعمل على رسم حياة وفق رؤاها لكل فرد في الأسرة دون أن تبخل على أي منهم بالمال أو الكماليات والتعليم وغيرها من مستلزمات الحياة، وهنا يظهر لنا جاسم النبهان في دور الزوج المحب لزوجته الذي يترك لها زمام الأمور ويقع في بعض الأحيان بين نار هذا الحب من جانب ونار حبه لأبنائه الذين قرروا البدء في حياتهم منفردين بعيدا عن توجيهات هدى حسين.

اللافت في هذا العمل عدد من الثيمات التي اشتغلت عليها وداد الكواري ومنها التضحية التي تقدمها هدى حسين من أجل تكوين أسرة سعيدة ومنظمة من منظورها هي، وعندما شعرت بالتغيير ومحاولة البعد عنها نما في داخلها شعور الرغبة في الانتقام البارد، فبدأت ببيع بعض الممتلكات ومحاولة ترك البيت الذي تربى فيه الابناء والأحفاد كي يذكرها بهم مبدية عدم اكتراثها بما قاموا به، إلا انها تعيش صراعا من الداخل بين سنوات التضحية والرغبة في أن تسير الأمور كما هي تريد وهنا تركيز على الجانب الإنساني لكل شخص والصراع ما بين الرغبات والواقع على جانب التركيز على ثيمة التماسك الأسري الذي بدا هشا بين الإخوة والذي سبب بعض المشاكل بينهم.

علاقات إنسانية

كعادتها الكواري تسعى دوما لطرح قضية اجتماعية ترتبط بشكل مباشر بالعلاقات الإنسانية بينهم والرغبات، وكيف تعمل هذه الرغبات في تفريقهم أو تجميعهم، والجميل في مسلسل «خادمة القوم» اللايت كوميديا المتمثلة بأداء هدى حسين وحواراتها غير المبتذلة في سياق الحدث والحوار، حيث رسمت لنفسها شخصية جميلة برتمٍ لم يهتز في ثباته حتى الآن، إلى جانب بعض الشخصيات التي تمتلك القدرة على إثارة الموقف الكوميدي مثل الفنانين حسن البلام وخالد البريكي، أما الفنان جاسم النبهان فهو المميز بهدوئه واتزانه الفني في هذا العمل.

عدسة مخرج

من الملاحظ أن المخرج سلطان خسروه تميز بعدسته النقية في تصوير المشاهد، وقدم لنا الفنانة سوسن هارون بشكل جديد لم نشاهدها عليه من قبل من خلال الأداء الجيد والتحسن الملحوظ في مخارج الحروف، مما يحسب له كمخرج إلى جانب الراكورات الجيدة دون أخطاء واضحة، خصوصا أن هناك العديد من المواقع التي تم التصوير فيها.

ولم نلحظ فارقا في الصورة أو الصوت وحتى درجة الألوان، ويعتبر هذا العمل محطة فارقة إلى جانب الأعمال الدرامية للفنانة هدى حسين من باب الكوميديا الهادفة في الدراما التلفزيونية.