فنان الكاريكاتير العالمي الليبي "محمد الزواوي" ...
الأحد 27 مايو 2012 - 1:14
فنان مبدع تقول ريشته فى لوحة واحدة ما تعجز عنه مئات المقالات وآلاف الكلمات ، ظهرت موهبته فى بيئة بدوية ريفية لاتفهم هذا النوع من المواهب ولاتعترف به ، هناك فى وادي القطارة شرق ليبيا كانت أولى لوحاته على صخور الوادى وبين أحضان الطبيعة لتسافر بعد ذلك وعبر مسيرته الطويلة صحبة الريشة واللون للكثير من الدول والمعارض .
إنه الفنان الكبير والرائد "محمد الزواوي" الذي أسس مدرسة فنية ساخرة خاصة به, تجاوزت شهرتها الساحة المحلية إلى الساحتين العربية والعالمية, إذ يقف هذا الفنان اليوم بجدارة, في الصفوف الأولى للمشتغلين في مجال من الكاريكاتير في ليبيا والعالم, لما يمتلك من موهبة وقدرة على تجسيد أفكاره الساخرة, تجاه القضايا الاجتماعية والسياسية المعاصرة, بالرسم الواقفي الملحتمي الملحاح على أدق التفاصيل والجزئيات, رغم العدد الهائل من الشخوص والعناصر والأشياء التي يحشدها في أعماله التي تحولت إلى مدرسة فنيّة قائمةبذاتها, تتلمذ عليها العديد من الفنانيين الساخرين الليبين والعرب, ومن بينهم فنان الكاريكاتير السوري »رائد خليل« والفنانون الليبيون: (محمد عبية, محمد الشريف, المهدي الشريف, عباد هاشم التيجاني, أحمد زكري) وغيرهم.
ولد محمد الزواوي بضواحي مدينة »بنغازي« عام 1936 , ظهرت ميوله نحو الفن الساخر أو فن الكاريكاتير الواقعي في عمر مبكر, ..
خلال هذه المرحلة من حياته, تتبع الزواوي باهتمام, رسوم الفنان اليوناني »برني« الذي كان يرسم في مجلة »الاثنين« المصرية, هذه المتابعة, جعلته يشغف بالرسم الكاريكاتيري, وتالياً مغادرة الرسم الواقعي إليه, والمزج الموفق والمتكامل, بينهما, إذ أن عمله الفني حتى اليوم, يحمل نوعاً من التماهي الساحر بين واقعية رصينة ومتمكنة من النسب التشريحية الصحيحة, وبين مبالغات وتحويرات ساخرة, لا تشوه النسب الواقعية, وإنما تؤكدها, وتحافظ عليها, مبرزة القدرات المتفوقة, للفنان الزواوي, في الرسم الواقعي المدهش, والمنظور السليم, والتكوني المدروس, والحرك المعبرة, اضافة إلى الفكرة الساخرة المطروحة بوضوح وقوة.
بدأ نشاطه الفني عام 1963 م عندما عمل مخرج صحفي ورسام في مجلة ( الإذاعة ) بطرابلس وهى مجلة فنية .. ورسم فيها أولى لوحاته الساخرة ..
عام 1965 م أنتقل لمجلة ( المرأة ) وعمل فيها مخرج ورسام ولم يكتف بهذه المجلة بل كان يرسم في صحف مختلفة في ليبيا ..
أقام العديد من المعارض المحلية والخارجية نذكر منها باريس ،مالطا ، اليابان ، بولندا ، تونس ، مصر ، الكويت ... وأصدر كتابين يضم مجموعته الفنية هما ( الوجه الأخر.. تضم رسوم من عام 1966 و حتى 1972 )
تناول هموم المجتمع الليبي و الواقع العربي تناول أمور المنطقة العربية ، تناول انتصاراتها وانكساراتها .. فتطرق للقضية الفلسطينية ، والثورة المصرية ، وأطماع الغرب في الوطن العربي في الثروات النفطية وخيرات الأرض ..
أما في الإنسانية تناول المجاعة، الحب، ويلات الحروب، الاستعباد وقهر القوى للضعيف
يرى البعض أن الزواوي هو »فنان التفاصيل الصغير, البارع في تصوير ملامح مجتمعه, بدقة,لم يبلغها أي فنان كاريكاتير عربي آخر. وفي ليبيا , يعتبره الناس فنانهم الأول الذي يلمس قضاياهم وهمومهم اليومية ببراعة وعفوية, لا بل يدفع الناظر إلى رسومه للتفكير وبعمق. إنه كمن يلقي صخرة في بحيرة راكدة, حيث يستثير عقل المتقلي وعواطفه,تجاه المحتوى الذي يقدمه).
ويشير البعض الآخر, إلى أنه بعكس رسامي الكاريكاتير الذين ينهون الرسم, في غضون ربع ساعة, يبقى الزواوي يرسم لساعات في عمل واحد, حيث يقوم بدراسة مستفيضة لملامح كل شخص في عمله, حتى لو وصل عددهم إلى مائة.
وبقدر براعة الزواوي في استخدام الرسم (الخط) في أعماله النقديّة, تأتي براعته في استخدام الألوان الشفيفة المواكبة للرسم, لذلك فهو يجمع بين خاصتي الرسام والملون, وتصل واقعيته المدهشة, إلى حدود التماهي المطلق مع الواقع.
لقي فن الزواوي اهتماماً عالمياً كبيراً, وصدرت عنه وعن فنه العديد من الدراسات, وبلغات مختلفة, كما احتفى بفنه في غالبية العواصم العالمية, وقد صدرت لأعماله مجموعة من الكتب منها »الوجه الآخر« و »نحن« و »أنتم«.. والكتاب الأخير, قدم له الدكتور »علي فهمي خشيم« بالقول: (الزواوي يعيش حياتنا ونبضنا وأحلامنا ومشكلاتنا, ويرقبنا بنظرة الفاحص المدقق, ثم يمسك بريشته, ويصورنا كما نحن, كاشفاً الستر, ومزيلاً الأقنعة عما نريد أن نخفيه ليقول لنا: ها أنتم.. بكل ما فيكم).
أما فنا الكاريكاتير اللبناني »عبد الحليم حمود« فيرى أن الزواوي يمتلك قدرة هائلة في الرسم »فهو ينفذ رسومه بكل الشروط الأكاديمية, فيعالج الكتلة والظل والنور, ويسجل أدق التفاصيل, وإذا ما رسم جمهور كرة القدم في الملعب, فهو لا يهمل أي تفصيل في وجوههم وتعابيرهم وحركاتهم, بحيث يشعرك بأن الوقت قد توقف عنده«!!.
والمجتمع الليبي يعشق رسوماته الساخرة ويجدون متعة في مشاهدتها لدرجة أنها تدرج في المعارض التي تقام في المناسبات السنوية التي يقيمهما طلبة المدارس والجامعات فمهمة فنان الكاريكاتير رسم البسمة على وجوه الناس ففن الكاريكاتير أو الرسم الساخر يعد من الفنون الصعبة ، إذ يتطلب من الفنان أن يكون لديه حس فكاهى كبير لكي يستطيع أن يجبر الشخص على الضحك ... وقلائل من ينجحون في ذلك والفنان محمد الزواوى أولهم بدون مبالغة
كتب د.علي فهمي خشيم في تقديمه لكتاب الفنان الليبي محمد الزواوي :
كلما أطال المرء النظر تبينت له معان فنية في تلك الخطوط الدقيقة والتفصيلات الجزئية التي يهتم بها كل الاهتمام ، تماماً
كما يهتم كاتب مجيد بالتفصيلات والدقائق بعد أن عاشها وأدرك أبعاد تأثيرها العميق ،
وميزة أخرى في لوحات الزواوي لا تخطئها العين ، هي قدرته العجيبة على ألا يكتفي بان يجعلنا نضحك من قلوبنا للمفارقة
الغريبة , أو يشد انتباهنا إلى جزئيات لم تخطر لنا على بال , فحسب بل قدرته على أن يدفعنا لان نفكر في القضية التي
يصورها...
ولوحات الزواوي ليست مجرد عرض للمهارة الفنية , وما من رسم له مجرد شكل جمالي مسطح , انه يضمّن كل خط فكرة ،
فيخرج المتأمل بمجموعة أفكار تشغل ذهنه وتثير خياله ليفحص واقعه ويثور عليه ليغيره إلى الأفضل ...يتميز الزواوي بثبات
اليد , وحدة الخطوط , والثقة الواضحة في الريشة الراسمة ،
وبالنسبة لحرصه على التفاصيل التي هي في بعض المذاهب غير ذات ضرورة لكنها في مذهبه ضرورية جدا.إن محمداً ـ بلا جدال ـ خير من يرسم المجتمع الليبي كاريكاتيرا وقس على هذا بقية الأفراد والطبقات والمهن والصناعات..وهذه ميزة لا تتوفر بغيره ...
رسوم الزواوي تتحدث بنفسها عن نفسها وهي ستدفع بالابتسامة حتما إلى شفاهنا , لكنها تشير بجانب هذا إلى مواطن الألم وتدل على مصادر الخطأ والخطر ..تميزالزواوي في شغله الاجتماعي بالتقاط ملامح الشخصية الليبية الشعبية الساذجة وشحنها بنقده الخاص لنمط تفكيرها .
ويقول عنه الناقد غسان الامام في جريدة الشرق الاوسط " الرسام الليبى محمد الزواوى الذى لايملك رسام عربى آخر قدرته الفنية في اتقان التفاصيل ، وأحسب أنه متأثر بالمدرسة الكاريكاتيرية الاميركية حيث يتمتع الرسام بوقت كاف لرسم لوحة واحدة متكاملة في الاسبوع
وما الذي يمكن أن يقال ـ بعد ـ في الزواوي ؟
ولقد كتبت عنه الصحف العالمية .وصدرت عن أعماله الدراسات باللغات المختلفة , وشهدت معارضه في بلادنا وفي عواصم العالم عشرات الآلاف من المعجبين المتعجّبين .إن المرء ليستحي إن يقدم علماً مثل محمد الزواوي .
فلنعتبر ما مضى مجرد خواطر عن أعمال هذا الفنان الراقي جدا , والرقيق جدا في الوقت ذاته " د.فهمي خشيم" .
- Srayالمدير العام
- الساعة الآن :
الدولة :
عدد المساهمات : 550
نقاط : 14660
تاريخ التسجيل : 13/01/2012
رد: فنان الكاريكاتير العالمي الليبي "محمد الزواوي" ...
الأحد 27 مايو 2012 - 1:43
عظمة في عالم الرسم الساخر
شكرا على المعلومات
شكرا على المعلومات
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى